المونتاج هو إحدى تقنيات التعديل المُستخدمة لجمع مجموعةٍ من الصور المتحركة المنفصلة ذات الموضوع الواحد المأخوذة من فيلمٍ ما لتشكيل سلسلةٍ متصلةٍ من الصور المتحركة، حيث تقوم هذه التقنية على اقتطاع أجزاءٍ من الصور المتحركة في الفيلم ليقوم المخرج والكاتب وتقنيي الصوت والصورة ببناء هذه المقتطفات بحِرفيةٍ ودقةٍ حيث يقومون بقطع وربط الأجزاء بشكلٍ متكاملٍ.
عادةً ما يُظهر المونتاج تقدم سير الأحداث، ويقدم للجمهور فكرةً عن المحتوى الذي سيشاهده حيث يمكن استخدامه لتحفيز مشاعر الجمهور، فمثلًا يُبين المونتاج في فيلمٍ رومنسيٍّ نمو مشاعر الحب بين طرفين تعرفا حديثًا على بعضهما، ويقدم مونتاج فيلمٍ رياضيٍّ سلسلةً من المشاهد لرياضيٍّ يتمرن من أجل مباراته الكبرى ويمكنه أن يرفع من حماس المشاهد تجاه الخاتمة، أما مونتاج الدراما يمكن أن يعبر عن مشاعر الحزن والأسى كأن يقدم مشاهدًا لامرأةٍ حزينةٍ فقدت زوجها، وفي أفلام الرعب يمكن أن يُظهر المُونتاج مثلًا مجموعةً من الأشخاص يتحضرون لحماية منزلهم من قاتلٍ ما أو من قوى خارقةٍ للطبيعة.
تم تطوير هذه الطريقة المبتكرة في تصنيع المونتاج من قبل سيرغي ايزينشتاين الذي بدأ صناعة الأفلام في بداية القرن العشرين، فبعد الثورة الروسية1917 بدأ صناع الأفلام بتجريب تقنيات تعديلٍ مبتكرةٍ عديدةٍ، وأوضح إيزنشتاين أهمية الإطارات المنفردة في تقنيته المميزة للمونتاج، فقد قام بتطوير وتغيير التقنيات التي يستخدمها المخرجون حيث عمل على التأثير في الجمهور من خلال طول اللقطات والحركة والاقتطاعات، وطور عدة تقنياتٍ للمونتاج وهي المونتاج القياسي والإيقاعي والنغمي والمتآلف والذهني.
يختصر المونتاج الوقت، فعندما لا تكون التفاصيل مهمةً يمكن للمونتاج أن يختزل أحداثًا طويلةً في غضون ثلاث دقائقٍ، كما أنه يُري المشاهد الأحداث المتزامنة التي تحدث في نفس الوقت في أماكنَ مختلفةٍ عبر التنقل بسرعةٍ من مشهدٍ لآخر.تظهر أهمية المونتاج عندما يحتاج الكاتب في نصه إلى كتابة كثيرٍ من الأحداث التي يجب أن تُعرض في وقتٍ قصيرٍ، فمثلًا يمكن اختصار الوقت الذي تحتاجه الشخصية للذهاب برحلةٍ طويلةٍ من مكانٍ لآخر بفعاليةٍ كبيرةٍ من خلال استخدام مونتاجٍ يُظهرها في القطار وتوقفها في عدة مدنٍ على طريق رحلتها، مما يضفي متعةً أكتر على الرحلة في الفيلم بدلًا من تجاوزها ببساطةٍ.